سلسلة رموز فلسطينية (102)... الناقد بشار ابراهيم (أبو طارق)

سلسلة رموز فلسطينية (102)... الناقد بشار ابراهيم (أبو طارق)

سلسلة رموز فلسطينية (102)... الناقد بشار ابراهيم (أبو طارق)  | موسوعة القرى الفلسطينية

يعتبر الراحل بشار إبراهيم (أبوطارق) من أهم النقاد والمؤرشفين العرب للسينما الفلسطينية المعاصرة. وفي الوقت الذي لم تغب عن أحاديثه قريته (الخالصة ) في قضاء صفد وحتمية العودة الى الوطن؛لم يترك فيلما فلسطينيا وعربيا عن فلسطين إلا وشاهده وأرشفه وشخوصه، ليصبح بيته الذي زرته أكثر من مرة في مخيم خان ذنون مكتبة لكل من يبحث في تأريخ الفيلم الفلسطيني أو العربي الراصد لحقيقة وعدالة القضية الفلسطينية .

وقد كرسّ الناقد السينمائي والمؤرشف الفلسطيني الراحل بشار إبراهيم (1962- 2017)، الذي توفي في الذكرى الحادية والأربعين ليوم الأرض في مدينة دبي بعد صراع مع المرض، كرس حياته في توثيق السينما الفلسطينية والعربية وتجارب عدد من مبدعيها، إضافة إلى عمله في الصحافة وتأسيسه مطبوعات عدّة تهتّم بالفن السابع في العالم العربي.

وُلد الراحل في مخيم خان دنون، أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، وابتدأ مشواره في كتابة القصيرة ثم تفرّغ للكتابة السينمائية والإشراف على إنتاج الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية والدراما. تركّزت اشتغالاته على السينما في فلسطين وسوريا، تحديداً، وصدر له العديد من المؤلفّات في هذا المجال؛ من بينها: "رؤى ومواقف في السينما السورية" (1997)، و"السينما الفلسطينية في القرن العشرين" (2001)، و"ألوان السينما السورية: قراءة سوسيولوجية" (2003)، و"ثلاث علامات في السينما الفلسطينية الجديدة (ميشيل خليفي، رشيد مشهراوي، إيليا سليمان)" (2004)، وفلسطين في السينما العربية" (2005)، و"سينما القطّاع الخاص في سوريا" (2006). 

وقد انحاز الراحل بشار ابراهيم إلى تجارب التيار الجديد في السينما الفلسطينية، كما يسمّيه، والتي لم تعد تمثّل سينما الثورة فقط بل ذهبت إلى رصد الإنسان الذي يريد الحياة بعيداً عن الاحتلال واللجوء والمنفى والقهر والغربة، معتبراً أنها مع هذه التحولّات بقيت وفيّة لقيم التحرّر والتنوير والتغيير.

ويبقى القول أن بشار إبراهيم قد رحل تاركاً أرشيفاً وازناً للسينما الفلسطينية والعربية التي تصدت بدقة لرواية الحق الفلسطيني في مواجهة الزيف الصهيوني المدعوم من الغرب، الأمر الذي يتطلب ضرورة البحث من جديد عن إرث الراحل الأرشيفي الضخم حول السينما؛ المشتت بين دمشق ودبي وتجميعه وإعادة أرشفته بتقنيات متطورة، وقد يكون من باب أولى أن يتولى مركز الابحاث الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية هذا الدور .

رحمك الله اخي الغالي ابا طارق واللي خلف مامات وستبقى حاضراً من خلال ارشيفك الزاخم حول السينما الفلسطينية.

بقلم الكاتب: أ.نبيل محمود السهلي