معلومات عامة عن مَعْلُوْل - قضاء الناصرة
معلومات عامة عن قرية مَعْلُوْل
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة على الطرف الشمالي لوادي المجيدل غربي مدينة الناصرة وعلى مسافة 6 كم عنها، بارتفاع يصل إلى 275م عن مستزى سطح البحر.
قدرت مساحة أراضي معلول بـ 4698 دونم، كانت أبنية ومنازل القرية منها ما مساحته 29 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت معلول كما قرية المجيدل المجاورة لها عقب هجوم نفذه جنود من لواء "غولاني" أثناء تنفيذهم المرحلة الثانية من عملية "ديكال" وذلك يوم 15 تموز/ يوليو 1948.
الحدود
كانت قرية معلول تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية عيلوط شمالاً.
- أراضي مدينة الناصرة شرقاً وامتدادها نحو الشمال الشرقي.
- قرية يافة االناصرة من الجنوب الشرقي.
- قرية المجيدل جنوباً.
- قرية جباتا من الجنوب الغربي. (مزالة قبل النكبة)
- قرية جيدا غرباً إلى الشمال الغربي. (قضاء حيفا)
الآثار
في أواخر القرن التاسع عشر كان ثمة بالقرب من القرية مباشرة ضريح روماني فخم سمي آنذاك قصر الدير.
السكان
- قدر عدد سكان قرية المجيدل عام 1922 بـ 346 نسمة.
- ارتفع عددهم في إحصائيات عام 1931 إلى 390 نسمة.
- وفي عام 1945 بلغ عددهم 690 نسمة.
- عام 1948 وصل عددهم إلى 800 نسمة.
- وفي عام 1998 قدر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 4915 نسمة.
الاستيطان في القرية
بدأ الصهاينة منذ شهر حزيران/ يونيو 1948 باحتلال أجزاء من أراضي معلول وأسسوا عليها مستعمرة "تيموريم" وتذكر بعض المصادر التي نقل عنها المؤرخ وليد الخالدي أن هذه المستعمرة نقلت لاحقاً إلى موضع آخر شمالي كريات غات.
وكان ثمة مزرعة تدريب تدعى "تيمرات" بالقرب من موقع القرية في الخمسينات، بعد أن أحلت محل مستعمرة من موقع القرية في الخمسينات، وهجرت في وقت لاحق.
وقد وضعت الوكالة اليهودية مشاريع لإعادة بناء مستعمرة "تيمرات" في أواخر السبعينات، وأكملت العمل على وضعها في سنة 1983، وهي تبعد 1.5 كم إلى الغرب من موقع القرية، ويقع جزء منها على أراضي القرية، وقد أقيمت قاعدة عسكرية على أراضي القرية.
أما مستعمرة "كفار هحوريش" التي أسست في سنة 1933 الى الغرب من القرية، ومستعمرة "مغدل هعيمك" التي أسست في سنة 1952 إلى الجنوب الغربي من القرية، أسستا على أراض كانت تابعة لقرية المجيدل وتوسعت على بعض أراضي معلول.
الثروة الزراعية
كان اهل غالبية أهالي معلول يعملون أساسا في الزراعة، ويعنون بزراعة الحبوب والزيتون الذي كانوا يعتصرون منه الزيت بمعصرة يدوية. كان بها العديد من البساتين المروية، وكانت ما مساحته 1434 دونم من مجمل مساحة أراضي القرية صالحة للزراعة.
تاريخ القرية
محاولات السيطرة على الأرض
في سنة 1927 تقدم محام يمثل سكان القرية بدعوى أنهم يريدون شراء الأرض, لكن الشركة قالت إنهم قصروا في استعمال حقهم في الشراء وإن ملكية الأرض انتقلت الى الصندوق القومي اليهودي( الذي كان نظامه الداخلي يحظر عليه أية أرض اقتناها). ويبدو أن حكومة الانتداب لم تعترف بأن على أن تمدد الشركة عقد الإيجار حتى سنة 1931. وقد وافقت الشركة على القيام بذلك بصورة غير رسمية (وكأنها ما زالت تمتلك الأرض), لكنها لم تحرر عقدا رسميا في هذا الشأن. أما بالنسبة الى سكان القرية فلم يكن من الواضح قط, في أرجح الظن, من هو مالك الأرض حقا, ولا الى أي اجل سيظل عقد الإيجار قائما.
في سنة 1931, طالب الصندوق القومي اليهودي ببدل الإيجار, وساق سكان القرية الى المحكمة فرد السكان بدعوى مضادة قائلين أنهم ما زالوا يملكون الحق في شراء الأرض. كما قالوا إن لهم حقا في رعي مواشيهم في بقعة أخرى من الأرض, غربي القرية كان الصندوق القومي اليهودي اشتراها. وقد تطاول زمن القضية الى أن اقترحت الحكومة حلا وسطا في سنة 1937 وذلك بان يعطي الصندوق القومي اليهودي قطعة من الأرض كبيرة الى حد يفي بحاجات سكان القرية, على أن تعطي الحكومة الصندوق القومي قطعة ارض مساوية تقع الى الجنوب من مدينة بيسان, ثم تؤجر الحكومة الأرض القريبة من معلول لسكان القرية.
لكن مشروع التقسيم في سنة 1937 والكتاب الأبيض في سنة 1939 جمدا عملية مبادلة الأرض تلك لأنهما فرضا قيودا على نقل ملكية الأراضي في جوار بيسان. وحصل الصندوق القومي اليهودي, في نهاية الأمر, على وثيقة قانونية تثبت امتلاكه الأرض ببقعة أخرى. ومع أن الصندوق القومي لم يحاول أن يزرع الأرض (التي ظل سكان معلول يستعملونها) فقد استمر في المطالبة ببدل الإيجار, الى أن طلب في سنة 1945 طرد سكان القرية. وتحاشيا لسفك الدماء, عمدت الحكومة الى إحياء المفاوضات في سنة 1946. وقد تكللت هذه المفاوضات الجديدة بالنجاح إذا وافق الصندوق القومي اليهودي على التنازل عن 3700 دونم من الأرض القريبة من معلول, لقاء 5433 دونما من الأرض في جوار بيسان.
ومن نكد حظ سكان معلول أن هذا الاتفاق كان عصيا على التنفيذ ذلك بان الأرض المجاورة لبيسان, التي عرضت على الصندوق القومي اليهودي, كانت موضوع نزاع شديد بين الصهيونيين والفلسطينيين. فقد استولى المتعدون الصهيونيين على 3000 دونم من تلك الأرض, وذلك بوضع اليد عليها وبناء المستعمرات فيها. وردا على التعدي الصهيوني, قام سكان قرية أم عجرة (أنظر أم عجرة, قضاء بيسان) بحراثة 600 دونم, وزعموا الحق في امتلاكها وإن لم يكن في أيديهم وثائق تثبت ذلك. فلما حاول الصهيونيين أن يستولوا على الأرض القريبة من بيسان لاقوا مقاومة شديدة. ولم يتم التوصل حتى أيار\ مايو 1947 الى أي حل لهذه المشكلة.
ولا توضح المصادر كيف تأثير سكان معلول بذلك. والظاهر إن الصندوق القومي اليهودي سمح فعلا لسكان القرية بدخول الأرض المذكورة وحرثها وان الحكومة استملكتها لكن لما كان الصندوق القومي تعذر عليه امتلاك الأرض التي وعد بها قرب بيسان فمن الجائز انه ظل يطالب بحقه في أرض معلول.
أما منازل معلول, فقد كانت شديدة التحلق بعضها حول بعض ومبنية بالحجارة والطين أو بالحجارة والاسمنت أو بالخرسانة. وكان سكانها يتألفون من 490 مسلما و 200 مسيحي. وكان في القرية مسجد وكنيستان يتزودون مياه الاستخدام المنزلي من الينابيع والآبار. وكانوا يعملون أساسا في الزراعة, ويعنون أولا بزراعة الحبوب والزيتون الذي كانوا يعتصرون منه الزيت بمعصرة يدوية. في 1944 \1945 , كان ما مجموعه 784 دونما مخصصا للحبوب, و 650 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكان سكان معلول يهتمون بتربية المواشي أيضا. والضريح الفخم الذي كان في جوار القرية, في القرن التاسع عشر, دليل واضح على أن الموضع كان آهلا في زمن الرومان. وكان ثمة في موقع القرية أيضا آثار أسس أبنية دارسة وقبور.
احتلال القرية
احتلال القرية وتطهيرها عرقيا
استنادا الى المؤرخ "الإسرائيلي" بني موريس فقد كانت معلول من جملة قرى الجليل الأسفل التي احتلت في المرحلة الثانية من عملية ديكل( أنظر عمقا, قضاء عكا), فهو يقول إنها احتلت قبل يوم واحد من الاستيلاء على الناصرة في 15 تموز\ يوليو 1948. لكن تقريرا لليونايتد برس, حرر في ذلك التاريخ, يذكر أن معلول احتلت قبل ذلك بيوم واحد. ويشير موريس الى أن القرية أخليت من سكانها كلهم , وان منازلها سويت بالأرض .
القرية اليوم
القرية اليوم
موقع القرية مغطى بغابة صنوبر غرسها الصندوق القومي اليهودي, وأهداها لذكرى بعض أعيان اليهود وبعض الأميركين والأوروبيين من غير اليهود. وثمة قاعدة عسكرية في الموقع أيضا. ولا يزال المسجد قائما, ومثله الكنيستان. ويستعمل سكان كيبوتس كفار هحوريش هذه الأماكن الثلاثة, بين الفينة والفينة, زرائب للبقر. وثمة معمل بلاستيك إسرائيلي في احد المواضع بين موقع القرية وموقع المجيدل يطل على وادي الحلبي وينبت الصبار وشجر الزيتون والتين في أرجاء الموقع, وتتبعثر أكوام الحجارة فيه. وفي الامكان مشاهدة بعض الأضرحة في مقبرة المسلمين, قرب المسجد كما لا يزال هناك في موقع القرية نفسه, بقايا بعض المنازل.
الباحث والمراجع
المرجع:
1- كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي